الأحد، 18 يناير 2009

ملامح النصر في معركة غزة

ملامح النصر في معركة غزة



التفاؤل في غمرة الأزمات منهج نبوي حيث بشر سراقة بسواري كسرى وهو صلى الله عليه وسلم مطارد من مكة وبشر الصحابة بكنوز كسرى وقيصر أثناء حفر خندق غزوة الأحزاب وتفاؤلنا بمجريات الأحداث في غزة لا يعتمد فقط على النصوص الشرعية المبشرة بالنصر ولكن ومن باب ليطمئن قلبي تجد له الكثير من الشواهد الواقعية في الأحداث.

وقبل عرض ملامح النصر نحتاج لبيان ماهية النصر وحقيقته ومستوياته فهناك نصر قريب وآخر بعيد وبينهما درجات ومستويات وقد يختصر مفهوم النصر بنوعين خاص وعام فالخاص والمستوى القريب للنصر هو النصر في معركة والنوع العام للنصر هو نتائج معركة ما وآثارها فقد يهزم جيش في معركة لكنه ينتصر من حيث عدم تحقيق العدو للهدف من المعركة .

# وإن أعظم النصر هو فوز المبادئ والقيم ولذا قال الله عن جنة المؤمنين بعد عرض قصة أصحاب الأخدود وما حصل لهم من الإبادة الجماعية حرقا بسبب ثباتهم على دينهم ومبادئهم (ذلك الفوز الكبير) ومن قبلهم الغلام الذي أرشد الملك لكيفية قتله أمام الناس ليدخلوا بعد ذلك في دين الغلام فتنتصر مبادئه على حساب حياته.

ولذا لا تجد من يلوم الجزائريين على التضحية بمليون شخص منهم للتحرر من الاستعمار ولا تجد من يلوم الشعب الليبي على التضحية بنصف الشعب (700ألف) كذلك, فكيف يصح بعد ذلك لوم الفلسطينيين على التضحية ب900 شهيد بل إن الشهادة في حد ذاتها مكسب عظيم كيف لا وهي الدرجة الثالثة في الجنة بعد الأنبياء والصديقين ؟

قال تعالى (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون , فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولاهم يحزنون)(

الشهداء ، أرواحهم في حواصل طير خضر، تعلق في شجر الجنة، ثم تأوي إلى تلك القناديل المعلقة في العرش، فيطلع عليهم ربك اطلاعة، ويقول : تشتهون شيئا أزيدكم، قالوا : وأي شيء نريده يا ربنا وقد رضيت عنا وأرضيتنا، فيعود إليهم مرة أخرى ويسألهم، فيقولون في المرة الثالثة : نعم يا رب، نريد أن تعيدنا إلى الدنيا لنقتل فيك مرة أخرى.

وقال تعالى (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ)

وقال تعالى: ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلاۤ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ (

وقال تعالى (الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)

# إن ثبات أهل غزة في محرقة الأخدود الثانية لشيء عجب ! فقط تأمل كيف يتحدث عامتهم للقنوات وقد قتل لهم قبل ساعات قليلة عدة قتلى فلا تجدهم إلا في الأغلب صابرون لدرجة عدم البكاء وإن بكوا فبلا جزع وإذا كان هذا حال العوام فكيف بحال المجاهدين ؟ وهذا الثبات نصر معنوي وسبيل لتحقيق النصر الحربي

وفي صبرهم وثباتهم وحبهم للشهادة قدوة عظيمة للأمة لاسيما مع النقل المباشر وإحياء لقيم طالما سعى الأعداء لإخمادها فحتى لو أصبح مصير أهل غزة كمصير أهل الأخدود فيكفيهم نصرا أن أحيوا أمتهم بدمائهم وهذا الخطر العظيم على الأعداء هو ما يدفعهم لسرعة إيقاف المعارك دوليا لا رحمة بأهل غزة

# ومن ملامح النصر أن تحشد دولة جيشها الذي يعد الخامس في القوة على مستوى العالم وبطيرانه الرابع على مستوى العالم ودباباته الأحصن وسفنه وغواصاته وعشرات الآلاف من جنوده بالإضافة لقواته الخاصة المدربة تدريبا عاليا فتحشد كل هذا أمام منظمة محاصرة في رقعة صغير لا تساوي نصف مدينة عربية ولا تملك 1% من سلاح عدوها فلا طائرات ولا دبابات ولا سفن ولا مدافع.

قال تعالى {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ}.

وقال تعالى( كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)
وقال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ )

وما أشبه حال أهل غزة في ضعفهم أمام عدوهم بحال أهل بدر حين وصفهم الله بقوله تعالى: ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون) ثم يأتي من يلومهم على الجهاد وهم أذلة ضعاف وكأنه يلوم أهل بدر أيضا.

وكيف سيفعل الصهاينة لو كانت حماس دولة تملك الطائرات والدبابات ؟

(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ)

ومنذ احتلال فلسطين قبل ستين عاما فهذه أول معركة حقيقية تجري على أرض فلسطين وستتلوها بأذن الله معارك تحرير كل فلسطين.

لقد اكتسح اليهود عام 67 في أربعة أيام فقط جيوش ثلاث دول عربية واحتلوا مساحات شاسعة من أراضي خمس دول عربية والآن يقفون منذ أسبوعين عاجزين أمام منظمة جهادية محاصرة عديدها بضعة الآف وعدتها رشاشات وقذائف صغيرة وألغام فيقف اليهود مترددين خائفين من الدخول حتى للمناطق المكشوفة إلا بعد عشرة أيام من القصف الجوي الهائل (ضٌرِبتْ عليهم الذلة والمسكنة) ،(ولتجدنهم أحرص الناس على حياة) ،(لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر)،(اذهب وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون) ولا قيمة للسلاح بيد جبان يحرص على حياته ويستمريء الذل والهوان كي يحافظ عليها

# ومن ملامح النصر أن بني صهيون قد أعلنوها حربا على الله عز وجل بتدمير بيوته على رؤوس أولياءه فهدموا حتى الآن 15 مسجدا وقتلوا المصلين حتى من الأطفال ولا تستغرب ذلك منهم ألم يقتلوا نبي الله يحي بن زكريا من قبل وغيره من الأنبياء ؟ ومن قتل نبيا فلن يتورع عن قتل مسلم صائم لعاشوراء يصومه فرحا بنجاة أجداد بني إسرائيل مع موسى من ظلم فرعون.

وقد كتب أحد الصهاينة مستغربا ضعف ردة فعل المسلمين على هذه الجرائم وقد قال عز وجل : ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) فنحن نترقب خزيهم في الدنيا.

وقبل ذلك حاربوا الله بانتهاك حرمة يوم السبت التي نهوا عنها وعوقبوا على انتهاكها فكان بداية القصف يوم السبت غير عابئين بجرمهم: قال تعالى : وقلنا لهم لا تعدو في السبت وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً) لكنهم تعدو ونقضوا الميثاق فكان العقاب: :) ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين) وعقاب ثان : (أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا) وترقبوهم عند الهزيمة وهم ينسبونها لتعديهم على حرمة يوم السبت.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى قال :-من عادا لي وليا فقد آذنته بالحرب) فإنما حقيقة المعركة بين الله عز وجل وبين بني صهيون.

# ومن ملامح النصر ورغم حجم القصف الجوي الهائل الذي وصل حتى الآن إلى 1430 عملية قصف إلا أنهم عجزوا في الضربة المفاجئة الهائلة الأولى ورغم اشترك 60 طائرة في تنفيذها عجزوا عن قتل أي قائد من قادة حماس المدنيين فضلا عن العسكريين ولم يستطيعوا خلال أسبوعين إلا أن يقتلوا قائدا ميدانيا واحدا فكان من عجزهم وعظيم حنقهم أن قصفوا منزل الشيخ نزار ريان ليقتلوه مع 13 طفلا وامرأة ولم يقصفوه في اليوم الأول ولا الثاني بل بعد أكثر من أسبوع مع علمهم بعدم اختفاءه لكن لما عجزوا عن غيره من القادة العسكريين والسياسين لجئوا إلى حيلة العاجز وقد طالب المتحدث العسكري الصهيوني قادة حماس بالظهور إن كانوا شجعانا متهما إياهم بالجبن !!

# ومن ملامح النصر استيعاب حماس للضربة الأولى و(الصبر عند الصدمة الأولى) رغم أنها كانت مفاجئة وعنيفة واستهدفت الشرطة المدنية ليختل الأمن بمساعدة المنافقين والعملاء لتنهار سيطرة حماس ويستولي العملاء على غزة لكن كانت مفاجأة حماس لهم بسيطرتها التامة ولبس جنود الشرطة لملابس مدنية مع استمرار العمل.

(كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين)

# ومن ملامح النصر أن هذه الحرب قد جاءت بعد حصار مرير امتد سنين وتجويع كبير وتمهيد إعلامي بتشويه حماس وقبله سجن وقتل مابين السلطة واليهود فهذا محمد ضيف قائد كتائب القسام تسجنه السلطة ثم تقصفه طائرة إف 16 وهو في سجنه بقصد قتله لكن الله كتب نجاته بل وكانت هذه الضربة سبب في فك أسره ليعود فيقود الكتائب ويطورها ثم هاهو يقود المعركة فسبحان مقدر الأقدار ومصرف الأحوال

# ومن ملامح النصر عدم إعلان العدو عن أهداف المعركة بشكل واضح وحرصهم على التعميم حين الحديث عن الأهداف وذلك منذ بدء المعركة وهذا دليل على مدى خشيتهم من الفشل في تحقيق أهدافهم إذا حددوها بوضوح لكن يلاحظ أنهم قد وضعوا سقفا عاليا حالما بالقضاء على سلطة حماس ووضعوا حدا أدنى بمنع إطلاق الصواريخ كما فعلوا مع حزب الله قبل سنتين ونجحوا فهم يعيدون تطبيق سيناريوا حرب لبنان الأخيرة ورغم وجودهم المكثف جويا ودخول دباباتهم لمناطق غزة المكشوفة إلا أنهم فوجئوا باستمرار إطلاق الصواريخ بمعدل كبير يوميا يتجاوز 40 صاروخ كما فوجئوا بزيادة مداه ليضاعف عدد اليهود الواقعين تحت مداه إلى أربعة أضعاف ماقبل الحرب (ليحاصر مليون صهيوني مقابل حصارهم لمليون فلسطيني بغزة) وليعطل الحركة الاقتصادية في ذلك المدى وليقصف قواعد عسكرية لم تقصف من قبل مطلقا بل ونجد كل يوم هدف جديد يقصف لأول مرة وليقترب في مداه من تل أبيب ومفاعل ديمونا فلم يبق بينه وبينهما سوى 20 كم فقط وآخر منجزات هذه الصواريخ ضرب قاعدة الصواريخ المضادة للصواريخ !! (وكأنك يا أبو زيد ما غزيت).

وبناء عليه خفض قادة العدو سقف مطالبهم وأهدافهم إلى منع تهريب الأسلحة من مصر.

( وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً(

ومن الغريب أنهم لم يضعوا من بين أهدافهم تحرير أسيرهم شاليط رغم قواتهم وموسادهم الذي يفاخرون بقدراته العالم وكأني بهم يتوقعون أن يؤسر المزيد منهم فسكتوا عن الحديث في شأن شاليط.

كما أن توقيت المعركة وأهدافها قد قدمت فيه المصالح الشخصية لعصابة الثلاثة ما بين انتخابية لباراك وليفني وتلميع صورة لأولمرت وعندما يكون الهم في المعارك شخصيا فبشرهم بالفشل

# ومن ملامح النصر استهداف الصهاينة للشرطة والمباني الحكومية والمؤسسات ثم التركيز على المدنيين والأطفال ثم المدارس ورياض الأطفال ثم المسعفين والأطباء والمساجد ثم الصليب الأحمر الدولي ومدنيي مدارس الأمم المتحدة وأخيرا الصحفيين واستخدام أسلحة محرمة دوليا رغم ما يجلبه كل ذلك عليهم من عداوات إسلامية وعالمية إلا أن حنقهم وعجزهم عن ضرب قادة حماس جعلهم يصبون جام حقدهم على هؤلاء الأبرياء لعلهم يوهنون من عزم حماس حماية للمدنيين حتى كتب أحدهم أن مانفعله يلغي كل جهودنا في إلغاء العداوة لليهود من مناهج العرب الدراسية

# ومن ملامح النصر حدوث الخلافات بين قادة هذا العدوان وهم الثلاثي أولمرت وباراك وليفني كما كتبت عن ذلك الصحافة الصهيونية والعجب أن وزير الدفاع يرفض مطالبة أولمرت وليفني بتنفيذ المرحلة الثالثة ودخول مدينة غزة خوفا مما أعدته المقاومة لجنوده (تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى) ومعركة يقودها ثلاثة حرية بالفشل والبوار.

# ومن ملامح النصر ما تبين خلال أسبوعين من المعارك من قدرات وأسلحة المقاومة من صواريخ بعيدة المدى إلى قذائف 29 التي لا توجد سوى في دولتين عربيتين وأنفاق واضطرار العدو لاستخدام ال إف 16 بدلا من المروحيات خشية من إسقاطها بالإضافة إلى براعة استراتيجية استخدام الصواريخ بمعدل ثابت يوميا وبتوسيع المدى تدريجيا وجر العدو لحرب استنزاف طويلة واختراق إذاعة الجيش الصهيوني ولاسلكيه وغير ذلك من الملامح العسكرية.

وعندما نزل قول الله تعالى: وأعدو لهم ما استطعتم من قوة) دلنا الرسول صلى الله عليه وسلم على تلك القوة بقوله: ألا إن القوة الرمي) وصواريخ القسام خير شاهد واقعي.

ومع بساطة تلك الصواريخ إلا أنك تتعجب من كثرة إصابتها لليهود ومنازلهم لتوقن بقوله عز وجل : وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) ثم مع قلة أثرها من حيث عدد القتلى تجد لها أثرا عظيما على مستوى الرعب لتعلم أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم قد منحها الله نصيبا من قوله صلى الله عليه وسلم : نصرت بالرعب مسيرة شهر)

وقد بلغ الفزع منها حتى أشد يهود تطرفا وهو رئيس حزب شاس الذي فر مذعورا منحنيا مختبئا أمام الكاميرات عندما دوت صافرات الأنذار بل وحتى أولمرت والذي كان في زيارة إلى مدينة بئر سبع عندما دوت صافرات الإنذار سارع بالفرار إلى أحد الملاجيء.

# ومن ملامح النصر الانتصار في المعركة الإعلامية لدرجة جعلت المتحدث الإعلامي باسم الجيش الصهيوني يتحدث بعصبية زائدة وبتناقض كثير وقد طالب أحد الصهاينة بطرد الجزيرة متهما إياها بأنها قناة جهادية !!

وفعلا فإن قناة الجزيرة قد خاضت نصف المعركة بجهادها الإعلامي الذي أثر على الملايين من المسلمين

وقارن ردة الفعل على هذه المذبحة بردة الفعل على مجزرة صبرا وشاتيلا التي بلغ قتلاها 1700 ولم يعلم بها العالم إلا بعد انقضائها.

أما قناة الأقصى فقد شنت حربا إعلامية حتى باللغة العبرية ونجحت في عرض أبشع جرائم المجزرة ليراها العالم ونجحت في الاستمرار في البث رغم قصف مقرها.

# ومن ملامح النصر إعادة القضية إلى بعدها الإسلامي بعدما ضاعت بين القومية والوطنية فهذه معركة جهادية تخوضها منظمة إسلامية يؤيدها مئات الملايين من المسلمين عبر العالم بعدما كاد حكام العرب أن يبيعوها مقابل 20% من أرض فلسطين.

# ومن ملامح النصر توحيد الأمة وتضامنها خلف أهل غزة بدرجة لم تعهد من قبل حتى أصبحت ترى مليون متظاهر في المغرب ومليون ثان في تركيا رغم 80 عاما من التغريب ومئات الآلاف في اليمن وغيرها وهذا يشكل جرس إنذار للأعداء بأن أمتنا بدأت تصحو من رقدتها وبدأت تصبوا للجهاد وهو ماقد يعجل بمحاولة إنهاء الحرب من قبل الغرب.

# ومن ملامح النصر المسارعة الدولية لإنقاذ بني صهيون من مأزقهم بعدما لاحت نذر الهزيمة فلقد كشفت مصادر إعلامية أن دول الغرب قد منحت الصهاينة أسبوعين لتحقيق أهدافهم وبعدها سيضطرون للتدخل لإيقاف المجزرة وهو ما حصل لكن بعد فشل الصهاينة في تحقيق أهدافهم وهنا تنكشف العقلية الصهيونية التي جلاها الله لنا في قصة البقرة عندما أمرهم بذبح أي بقرة فطالبوا بتحديد سنها فحددها بأنها لا فارض ولا بكر فطلبوا تحديد اللون فحدده بالأصفر فطلبوا المزيد من التحديد بحجة أن البقر تشابه عليهم فحددها بأنها (لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها ) فلم يجدوا هذه المواصفات إلا في واحدة فاضطروا لشرائها بثمن كبير والآن يكررون نفس الخطأ حيث لم يكفهم هذا التدخل الإنقاذي بل رفضوه مطالبين بالمزيد من الإنجاز لهم على يد مجلس الأمن ضد حماس

وقارن بين سرعة تدخل الرئيس الفرنسي لإنقاذ جورجيا من روسيا رغم أن جورجيا هي المعتدية قارنه ببطء تدخله في غزة لتعلم أي مكيال يكيل لنا به الغرب الصليبي.

وانظر كيف يطالب الغرب بمحاكمة البشير في محكمة العدل الدولية بتهمة جرائم حرب في دار فور مع عدم ظهور أدلة واضحة على اتهامه وبالمقابل يمنح جائزة نوبل للسلام لرئيس الصهاينة بيريز جزار قانا وغزة.

وبوش يعدم صدام على قتله 148 عراقي حاولوا اغتياله ويرفض مجرد إدانة ذبح 900 غزي بل يبرره بأنه دفاعي.

ثم يصدر بيان نعي لكلبه أما الغزيون فلا يستحقون حتى مجرد كلام فارغ.

إن هذا السقوط الأخلاقي الكبير للغرب لهو خطوة هامة في طريق عودة كثير من المخدوعين بقيم الغرب الزائفة لأمتهم والتماس طريق العزة الصحيح.

وصدق رسولنا صلى الله عليه وسلم حين قال: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. قيل: يا رسول الله! فمن قلة يومئذ؟ قال: لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، يجعل الوهن في قلوبكم، وينزع الرعب من قلوب عدوكم؛ لحبكم الدنيا، وكراهيتكم الموت". [أحمد/صحيح الجامع1359].

ومن ملامح النصر عودة الأمة لعقيدة الولاء والبراء وراقب هذا الولاء الكبير غير المسبوق من عموم المسلمين للمؤمنين في غزة بمشاعرهم واهتمامهم ودعواتهم وأموالهم وراقب صور البراء من الكافرين من يهود وصليبيين : (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا) لينكشف بذلك زيف السلام المستند على منح 80% من فلسطين ليهود مقابل 20 للفلسطينيين مع التنازل عن حق العودة.

وقد حذر وزير القضاء الصهيوني السابق من تحويل مئات الملايين من مشاهدي المجازر إلى متطرفين مناصرين لحماس.

# ومن ملامح النصر فشل المنافقين العرب والفلسطينيين في استثمار الحرب لإسقاط حماس شعبيا بتحميلها مسؤولية الحرب لعدم تجديدها للتهدئة وهم يعلمون أن الصهاينة قتلوا عشرات الفلسطينيين في تلك التهدئة ومنعوا عنهم الغذاء والدواء والكهرباء ليموتوا ببطء وهم جوعى ومرضى ولسان حالهم يقول موتوا ببطء ذليل خير من أن تموتوا بقصف سريع مع العزة.

وفشل المنافقون في إسقاط سلطة حماس بغزة على ظهر الدبابات الإسرائيلية وفوجئوا بحجم الرد الفاضح لردتهم المزلزل لعروشهم المحاصر لسفاراتهم كما تحاصر سفارات اليهود فسارعوا بعد يومين فقط من بدء العدوان بالتراجع عن تصريحاتهم الشامتة بحماس ( ولتعرفنهم في لحن القول ) وتبرير مواقفهم التي كشفت حقيقة نفاقهم والدعوة للمصالحة مع حماس وفتح معبر رفح جزئيا( عجبا لمن يعلم أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها ثم لا يتورع عن حبس مليون ونصف مسلم) وقد كان لأحبائهم من الصهاينة دور كبير في كشف مواقفهم وكلامهم الكاشفة لنفاقهم وذلك عبر الصحافة الصهيونية وأنهم طالبوهم بضرب حماس وتأديبها فهو عدوان ثلاثي صهيوني فلسطيني عربي وما تصريحاتهم ورفضهم لفتح معبر رفح ورفضهم حتى لعقد قمة شجب واستنكار إلا دلائل على مستوى نفاقهم وإجرامهم وموالاتهم لأشد الناس عداوة للمؤمنين على المؤمنين .

وليست هذه بأول جرائمهم فقد سبق أن اجتمعت 33 دولة عربية وغربية مع إسرائيل وأمريكا عام 96 م في شرم الشيخ للتآمر على حماس ففشلوا ثم حاولوا احتوائها بالانتخابات واللعبة السياسية لتترك سبيل الجهاد فغلبتهم فبدأوا بتنفيذ انقلاب دايتون دحلان المسلح فدحرتهم فكان الحصار ففشل فكانت هذه الحرب الفاشلة.

ومن العجب أن هؤلاء المنافقين من العرب والفلسطينيين قد أدوا نفس دور بني قريضة حين حرضوا الأحزاب على غزو المدينة فكان حكم الله في بني قريضة أن يقتل جميع رجالهم فقتل الرسول منهم 700 رجل جزاء وفاقا على خيانتهم وغدرهم.

وتأمل مقالاتهم ومواقفهم لتجدها قد تكررت من قبل كما بين الله ذلك في سورة محمد:

(إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (26)

ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (27)

فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (28)

ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (29)

أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (30)

وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (31)

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (32) )

وقد يطالب البعض بترك الخلاف مع المنافقين وعدم فضحهم حتى انتهاء المعركة متناسيا أنهم طابور خامس يحارب مع العدو, وتدبر آيات النفاق في القران تجدها قد نزلت في معارك كبرى لتفضحهم وتكف شرهم عن المجاهدين.

لقد شكلت حماس برفضها لخطة الحكومات العربية في التنازل عن 80% من فلسطين لليهود عائقا أمام الحكومات العربية لابد من إزالته وقد قال بيريز بأن كل شيء جاهز بالنسبة للسلام بينهم وبين حلفائهم، والعائق الوحيد هي حماس فكان هذا التوافق مع اليهود على هذه المجزرة لإعادة عباس في الحكم وإزالة منظمة تسعى لتحرير كل فلسطين: ( أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) ومن ثم إقامة دويلة فلسطينية على غزة وثلاث كانتونات مقطعة في الضفة

كما أن نجاح نموذج حماس في الحكم يشكل خطرا على كثير من الحكومات العربية التي تتطلع شعوبها لحكم الإسلام.

# ومن ملامح النصر تحول المعركة من معركة عسكرية إلى سياسية عبر مجلس الأمن بعد الفشل العسكري للصهاينة لأنهم قد استنفدوا وسائل إرهاب أهل غزة ولم تجد نفعا ولم يبق إلا انتحار الصهاينة بدخول غزة أو الانسحاب عبر مجلس الأمن والمبادرة المصرية وقد تتوقف الحرب خلال يوم أو يومين والله أعلم.

وقد يكون من أسباب سرعة إصدار مجلس الأمن لقرار وقف الحرب خشية الغرب من انفلات زمام المعركة بعد إطلاق صاروخين من لبنان والذي أعقبه صدور القرار (وبعد نزول المقال حصل إطلاق نار من الجولان كما أصابت طائرات الصهاينة جنود مصريين).

ولئن كانت إسرائيل قد حققت غرضها في حرب لبنان عبر التزام حزب الله التام بعدم إطلاق صواريخ خلال عامين وتبريه من صاروخي الأسبوع الماضي (رغم مطالبته للآخرين بالتحرك لفتح حدود مصر لأنه مشغول بحماية حدود إسرائيل الشمالية) ومسارعة حزب الله للموافقة على قرار مجلس الأمن بوقف حرب لبنان لكن إسرائيل تواجه مشكلة مع رفض حماس لقرار مجلس الأمن أو إيقاف الصواريخ قبل تنفيذ مطالبها رغم أن معاناتها أكبر من معاناة حزب الله في حربه السابقة لكن يثبت الله من يشاء.

فالمعركة الآن سياسية لحرمان حماس من قطف ثمرة انتصارها والعمل على خنقها بعد العجز عن طعنها رغم طول حصارها مع فارق القوة بينها وبين عدوها, وأداء حماس حتى الآن يبشر بمشيئة الله بانتصار سياسي يجني ثمرة انتصارها العسكري.

( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ، الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ )

وروى ابن ماجة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك". قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس).

الجمعة، 16 يناير 2009

أقوى من F16

لنفهم من المنتصر و الخاسر في اي لعبة لازم نفهم قواعد اللعبة

لو طبقنا هذا الكلام على ما يحدث في فلسطين و طبقنا نظرية د/عبد الوهاب المسيري الذي انفق هو و فريق من الباحثين 25 سنة من عمرهم في كتابة موسوعة عن الصهيونية ليعرفنا كيف نضربها في مقتل، نجده انتهى من بحثه بعبارة واحدة لو فهمناها صح و حتى لو كسلنا نقرا موسوعة الصهيونية فاننا نستطيع هزيمة الصهيونية في اقل من 20 سنة ( كما تنبأ بذلك الشيخ ياسين الذي قرر ان دولة اسرائيل لن تشرق عليها شمس عام 2027 و عندما راجعه احد الصحفيين في هذا قبل استشهاده رد عليه بانه اكثر تشاؤما من بعض مفكري و قيادات و علماء الصهاينة الذين يشككون في تجاوز الدولة العبرية عام 2017 )

نعود الى خلاصة المسيري
هذه الخلاصة هي
"الصهيوني اتى من انحاء العالم الى فلسطين ليعيش حياه افضل من التي يمكنه ان يعيشها في اوربا و امريكا ، و ان الصهيوني الذي يقتنع بالفعل ان المقاومة مستمرة و قادرة على ازعاجه مجرد ازعاجه بتهشيم زجاج سيارته او اسماعه دوي انفجار كل مدة من الزمن او ارغامه على المبيت في الملاجئ بعض الايام من كل سنة فان اقتنع الصهيوني ان هذا الوضع سيستمر لا امل في انهائه فانه لا يتردد مطلقا في الهجرة من فلسطين و تركها للابد. و على من يريد رصد نجاح المقاومة او فشلها ان يتجنب النظر لاعداد القتلى عندنا و عندهم لان الطبيعي في كل تاريخ الحروب و المقاومة في العالم فان الطرف المستعمر كانت خسائره المادية اقل كثيرا من الشعوب المقاومة. و لكن لو اردنا قياس مدى نجاح المقاومة فعلينا البحث عن ارقام اخرى اكثر دلالة
ما هي هذه الارقام ؟

· ارقام الهجرة التي توقفت و التي لم تكن تنقطع قبل الانتفاضة و في فترات هدوئها.

· ارقام الصهاينة الحريصين على التجنس بجنسيات اجنبية بجوار الجنسية السرائيلية رغم ان هذا كان من المحرمات في العقيدة و الفكر الصهيوني لكن الواقع ان ما يقارب ثلث الصهاينة حاليا يحملون جنسيات و جوازات سفر اجنبية.

· ارقام من يقضون الاعياد بما فيها الاعياد اليهودية خارج حدود فلسطين بينما كان اليهود حتى وقت قريب من كل انحاء العالم يقضون الاعياد المقدسة في فلسطين،في مقابل ازياد الرغبة الفلسطينية في صلاة العيد في ساحات المسجد الاقصى رغم التهديد الاسرائيلي بالقصف.

· ارقام المتهربين من التجنيد.

· متابعة اعلانات و تسهيلات البنوك الاسرائيلية لشراء عقارات في امريكا و اوربا (فرنسا تحديدا) و بالتقسيط مما يعني اعداد كل مستوطن صهيوني لمكان بديل حالة استمرار المقاومة و ان هذه اصبحت رغبة منتشرة ما بين الصهاينة.

· اعداد من يحملون الجنسية الاسرائيلية اسما بينما يعيشون اغلب اوقات السنة خارج فلسطين.

· الاعفاءات الضريبية و التسهيلات و الخدمات المجانية التي يتم رشوة المستوطنين بها للاقامة في المدن التي تطالها اعمال المقاومة (الصواريخ العبثية كما نقول عنها).


و من ضمن معايير المسيري لقياس عمر الدولة الصهيونية بحثه في النكتة الاسرائيلية و قد كان له في هذا بحث طريف منه هذه النكتة، و من النكات المتداولة في الشارع السرائيلي نكتة تقول:
طبيب يسال المريض ما مهنتك
المريض : كاتب
الطبيب: في اي المجالات تكتب
المريض : مستقبل دولتنا
الطبيب : اذن انت تكتب قصص قصيرة


انتهى ما لخصته بتصرف من كلام المسيري في خلاصات بحثه عن نقطة ضعف هذه الدولة وشيكة الزوال
هل كلام المسيري مجاملة لحماس او لغيرها من الفصائل؟
هل هو كلام غير علمي و ان الرجل اضاع عمره في اوهام؟
هل قيادات الاستخبارات في امريكا و اسرائيل لا يهمها هذا الكلام و تعتبره فلسفة و كل ما يهمها هو قتل اكبر عدد من الطرف الاخر دون حساب جدوى؟

ليست هذه هي الحقيقة ، الحقيقة ان الامريكان و الاوربيين و الصهاينة يحسبون الامور بحسابات اكثر فلسفة و تعقيدا مما نتخيل

الدليل: ايام ازدهار المقاطعة تعرضت شركة كوكاكولا مصر لخسائر فادحة قدرت بثلثي راس المال و نشر هذا في اعلانات رسمية في الاهرام و غيرها ،و بحسابات الربح و الخسارة كان يجب انسحاب كوكاكولا من السوق المصرية لكن الواقع انه تم دعم الشركة بعدة ملايين لتستمر في السوق المصري برغم الخسائر
اي ان هناك حسابات اخرى غير مشروع خاسر او كسبان

و لقد قرات مرة مقال مترجم عن انزعاج دوائر الاستخبارات في امريكا و اسرائيل لان المقاطعة حققت اقصى نجاح لها في سلع الاطفال مما جعلهم يخرجون بنتيجة ان الجيل القادم (من كانوا اطفال عام 2000) هو جيل اكثر شراسة و اكثر رغبة في المقاومة في حين ان الجيل الجديد في اسرائيل اسرع مللا من قصة تاسيس الدولة و كفاح الاباء و اكثر تهربا من الجندية و اكثر رغبة في الحياة الرغدة البعيدة عن المشكلات من الجيل الذي اسس الدولة .


اذن هناك حسابات اخرى ، غير حسابات الاعلام العربي الساذج الذي يكتفي بتغطية اخبارية سطحية تقول لنا مات عشرة هناك مقابل 400 عندنا و كان النتيجة النهائية للمعارك ستتحدد بعدد القتلى من الطرفين

الواقع يقول
ان كل اسرة فلسطينية يموت لها طفل او شيخ في فلسطين فانها تزداد تمسكا بالارض (الام الفلسطينية تقول عايزة اموت بجوار اولادي).

الاسرة الاسرائيلية التي يتعرض زجاج منزل جيرانها للكسر تفكر بجدية في الهجرة من الدولة المزعومة و لا يثنيها عن قرارها الا وعود السياسيين الصهاينة عن خطط جديدة لنزع فتيل المقاومة او طرح مبادرة عربية جديدة للسلام

و قد اثبت المسيري رحمه الله هذا بجداول و احصاءات عن نسب الهجرة و الاستيطان و ارتباطها بمواسم المقاومة و مبادرات السلام او الاستسلام

و نخلص مما سبق
طائرات الـ f16 اثبتت ان الفلسطينيين نائمين في بيوتهم رغم القصف المستمر و انهم حتى لم يفكروا في ترك المنازل و المبيت في ملجأ او نفق ، و ان طائرات الـ f16 تدعو الفلسطينيين الى مزيد من الارتباط بالارض و انجاب المزيد من الابناء ليعوضوا من مات بما هو ات.

صواريخ المقاومة العبثية او الصوتية من وجهة نظر اعلامنا السطحي كل صاروخ منها يبيت مدينة كاملة في الملاجئ و يغلق المدارس لايام و يضطر الصهاينة لتخفيض الضرائب و زيادة الخدمات رشوة للمستوطن الاسرائيلي حتى لا يهاجر و يتخلى عن حلم الدولة المزعومة.

و في النهاية اختم بالاسم الذي اطلقته الالة الحربية الصهيونية على المعركة "كسر الارادات"

صواريخ المقاومة العبثية اصابتهم بانهيار عصبي
فهل كسرت ارادتكم يا اهل المقاومة
هل ستتخلى حماس و الفصائل الفلسطينية عن العبث بالصواريخ
و هل سيخرج الشارع العربي متظاهرا ضد حماس يقول لها اوقفي هذا العبث
اما انا فاقول استمري يا حماس في الــ............ . الـجــهـــاد

الثلاثاء، 6 يناير 2009

شبهات حول قضية "غزة" والرد عليها

شبهات حول قضية "غزة" والرد عليها

أولاً: الشبهات في فتح معبر رفح والنظام المصري:

1- مصر لا تستطيع تكريس الانقسام بين غزة و الضفة بفتح المعبر.
* ما علاقة فتح المعبر على الدوام لإسعاف الجرحى وإدخال الأغذية والبضائع بتكريس الانقسام، وهل البديل بعدم فتحه أسهم في الوحدة، وهل كل مَن في غزة سياسيون وحمساويون أو قساميون، وهل الحصار هو الذي سينهي الانقسام، وهل الحصار يجوز أساساً إنسانياً و إسلامياً، وإذا كان المعبر كذلك فَلِمَ تدمير الأنفاق، ولم لا يتم غض الطرف عنها مع أخْذ بعض احتياطات الأمن، أم أن المقصود هو تجويعهم وحصارهم فعلاً.
2- مصر لن تفتح المعبر تماماً إلا طبقاً لاتفاقية 2005 وهي مرتبطة بمواثيق ومعاهدات لا تنقضها.
* وما علاقة مصر باتفاقية 2005، مصر لم توقع عليها أساساً، مصر فقط وقَّعت على كامب ديفيد وهي لم تذكر المعبر من بعيد أو من قريب، وحتى لو كانت مصر ملزمة بها، لماذا لا يتم مقايضة الكيان الصهيوني على فتحه من باب أن انفجار الوضع في غزة يمثل خطراً على حدود مصر وأمنها القومي لأن انفجار الوضع غير معلومة نتائجه، وذلك مقابل اتفاق جديد مثلاً (وهكذا عرضت حماس بمنتهى المسئولية كما جاء في تصريحات الأستاذ خالد مشعل للجزيرة، أن يتم وضْع اتفاقية جديدة للمعبر ويشرف على مدخولاته ومخروجاته مصر ومندوب عن حماس ومندوب عن السلطة ومندوب عن الاتحاد الأوروبي ولكن لم ترد مصر ولم توافق السلطة حيث أصرَّت على وجود إسرائيل بشكل غير مباشر!!!، أي لا تريد المعبر لنفسها كما أُعلِن). ثم أن من بنود اتفاق 2005 (راجعها من البحث عليها في جوجل) أنها سارية لعام واحد فقط، وبعدها يُعاد تقييمها، والعام انتهى وبعده أتت حركة حماس كحكومة شرعية منتخبة وطالبت على مدار عام ونصف قبل حسمها العسكري في يونيو 2007 بإعادة تقييمها و الاتفاق على أخرى جديدة تحقق مصالح الشعبين الفلسطيني و المصري كما أوضحنا، لأن الاتفاقية بوضعها الحالي تحقق أمن الكيان الصهيوني فقط بعراقيل كثيرة تضعها أمام انتقال البضائع، ومصر رفضت ومن قبلها سلطة عباس التي أصرت عليها مع أضرارها البالغة وإمكانية تعديلها!!
وإلى جانب ذلك القانون الإنساني وإغاثة المحاصرين يعلو القانون الدولي في أولوية التطبيق ومنصوص في القانون الدولي على أن تُفتَح المعابر في حالات الحروب، وخاصة إذا تعلق الأمر الإنساني بالأمن القومي لحدودي.
3- عندما فُتِحَ المعبر في فبراير 2008 دخل الفلسطينيون وكسَّروا المحلات ولم يعودوا وهربوا في مصر.
* هذا الكلام كذب وافتراء إعلامي صريح لتشويه حركة حماس، ولم يعلن الإعلام وقتها عن أي خسائر أو قضايا تم ضبط فلسطينيين فيها، بل على العكس تماماً، تم تقديم الشكر لحركة حماس لالتزامها بكل مواعيد غلق و فتح المعبر، بل و تم حصر من دخلوا جميعاً من السلطات المصرية ووصل عددهم 750 ألفاً وتم حصر خروجهم بالكامل، ولم يتسولوا أي شيء، بل على العكس اشتروا البضائع بـ7 و 8 أضعاف ثمنها!!! و حتى لو كان ذلك سليماً لماذا بدلاً من الغلق الكامل لا يتم تنظيم الأمر ويتم محاسبة المخطئ و بذلك لا يتم حرمان الباقي!! وحركة حماس أساساً ترفض التنازل عن حق العودة، وهي نقطة خلاف أساسية بينها وبين السلطة، فكيف لها أن تدعو للهجرة و التوطين في سيناء أو غيرها؟!!

4- القوات المسلحة المصرية لا تحمي إلا الحدود المصرية فقط.
* من اليوم الأول لتولي حماس السلطة أعلنت أنها لن تطلب من أي دولة تجييش الجيوش، وهي تدرك تماماً متطلبات قرار الحرب، واختلال ميزان القوة، ولكنها تطلب فقط حق المقاومة، وهو منصوص عليه بالقانون الدولي، فضلاً عن الشرائع السماوية وخاصة الإسلام، وذلك تم شكرهم عليه من البداية وقال الزعماء لأستاذ إسماعيل هنية و خالد مشعل أن ذلك ينم عن مرونة وواقعية سياسية. بل وأكثر من ذلك، فلم يقفوا أمام فريق السلطة في المفاوضات، ووافقوا أن يكون الفريق المفوض بإجرائها هو محمود عباس، واعتُبِرَ ذلك مرونة وواقعية سياسية أيضاً، واتُّفِقَ على ذلك و دُوِّن في (وثيقة الوفاق الوطني) و (اتفاق مكة).
ولكن يبقى أن تحريك الجيش ليس مطلب حماس والفلسطينيين وإنما مطلب الشعوب العربية، وهناك اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وهي التي تقضي بأنه على الجيوش العربية الدفاع عن أي اعتداء على أرض عربية، لماذا لا يتم تفعيلها؟! وفي الزمن القريب في حرب الخليج الثانية، حرب صدام على الكويت، تحركت جيوش 30 دولة ولكن تحت القيادة الأمريكية، وذلك لتخليص الكويت من طغيان عدوان صدام، فلماذا لا تتحرك الآن لإنقاذ شعب عربي كامل من اعتداء صهيوني بصورة إبادة جماعية؟! أم أن ذلك إثبات للتبعية الأمريكية للأنظمة التي ينكرونها؟!
وبالنسبة لمصر بالذات، فإن مسوغ حماية الحدود والأمن القومي المصري مسوغ منطقي، وكذلك مسوغ الرد على الخروقات الصهيونية الكثيرة لمعاهدة كامب ديفيد، والتي كان منها قتل الجنديين على الحدود العام الماضي.
وإذا تحدثنا عن إمكانات الحرب المادية وعدم توافرها، فإن تعاون السعودية وقطر والإمارات والكويت بالمال مثلاً، مع بعض الجنود بالإضافة للجنود المصرية كفيل بحل المشكلة، وبخاصة أن الولايات المتحدة طلبت من هذه الدول تحديداً معونات لمواجهة الأزمة المالية العالمية كالتالي: 120 مليار دولار من السعودية، 70 مليار من الإمارات، 40 مليار من الكويت، 20 مليار من قطر، فليس أقل من رفض هذه المعونات ورصدها لذلك الجيش المأمول، أو على الأقل مقايضة أمريكا بها.
ذلك كله واقعياً وسياسياً و قانونياً وعسكرياً، فضلاً عن شرعياً، فقد أجمع علماء الأمة باتفاق أنه لا يجوز التفريط في أرض المسلمين، ولايجوز معاهدة اليهود على ذلك، والفقه يقول: "إذا اعتُدِيَ على أرض من أراضي المسلمين وَجَبَ الجهاد على أهلها حتى يَكْفُوا، فإن لم يَكْفُوا يصبح الجهاد فرض عين على كل المسلمين، وتخرج المرأة دون إذن زوجها والشاب دون إذن أبيه حتى يُصَدُّ العدوان، فضلاً عن أن الحدود الحالية للدول أنشأتها معاهدة سايكس بيكو، التي فرضتها القوى الاحتلالية العظمى آنذاك (بريطانيا، فرنسا...)، أما قبل ذلك، فقد كانت هناك الجزيرة العربية، مصر والسودان...إلخ، ولكن أين من يطبق شرع الله؟؟!!!
5- هناك 6 معابر أخرى لماذا التركيز على معبر رفح بالذات.
* ذلك لأنه المعبر الوحيد الذي لا يتدخل فيه اليهود، أما الباقون فإنهم جميعاً تحت سيطرة الكيان الصهيوني والذي لن يترك فرصة إلا وقبض واعتقل كل من حاول العبور من خلاله. وقبل كل ذلك و بعده فإن المعابر الـ 6 مغلقة منذ فوز حماس بالأغلبية في الانتخابات، ولم تُفتَح إلا مرات معدودة على أصابع اليد الواحدة، كان منها لإدخال السلاح لقوات الأمن الوقائي التابعة لمحمود عباس قبل حسم حماس العسكري بشهور قليلة، وكان الهدف المعلن مساعدة السلطة في ملاحقة الخارجين عن القانون بينما السبب الحقيقي أعلنه الجنرال دايتون الأمريكيى في رام الله، وهو مساعدة محمد دحلان للخلاص من حماس بانقلاب عسكري، وهو الخبر الذي وصل حماس، فاستبقته بعملية الحسم العسكري التي اضطُرَّت إليها.

ثانياً: الشبهات المتعلقة بحركة حماس:

1- هم الذين أخطأوا من البداية بانقلابهم على السلطة عسكرياً في يونيو 2007.
* أولاً كانت هناك مدة عام ونصف قبل هذه الأحداث بذلت فيها حركة حماس كل جهودها من أجل التوافق مع فتح وأعلنت أنها تريد حكومة وحدة وطنية من أول يوم في نجاحها، ورفضت فتح ذلك، والتزمت حماس بكل الاتفاقات والتزمت بوثيقة الوفاق الوطني التي وقَّعت عليها مع فتح ولم تلتزم فتح حيث بتعليمات مباشرة من محمود عباس أخذ محمد دحلان وجهاز الأمن الوقائي ينتشر في الشوارع وينشر الفوضى الأمنية ويلقي القبض على الناس، واشترك في حرق الجامعة الإسلامية ومحاولة اغتيال الأستاذ إسماعيل هنية عند عودته من الحج (وكل ذلك نُقِلَ في الفضائيات وموثَّق على الإنترنت)، بل وأعلن محمد دحلان أن اغتيال هنية شرف لم ينله، كل هذه الأحداث وحركة حماس تحافظ على ضبط النفس، وتطالب عباس في كل مرة بأمر دحلان بوقف ما يفعله ولكن دون جدوى، حتى أُبرِمَ اتفاق مكة، والتزمت به حماس تماماً، ولم تلتزم به فتح، وزاد الأمن الوقائي من القبض على الناس في الشارع، ومن نشر الفوضى الأمنية، مما جعل عباس يطالب حماس بالعمل على حفظ الأمن!!!! حتى وصلت الأنباء لحركة حماس بأن دحلان وجهازه يجهز لانقلاب عسكري كما ذكرنا، مما اضطُّر الحركة لاستخدام سلطتها الشرعية كحكومة منتخبة ومن باب مسئوليتها بالسيطرة على الموقف لدحر الخونة الذين نشروا الفوضى في الشارع، وكان ذلك باستخدام القوة التنفيذية الشرعية التي وقَّعَ عباس مرسوماً بتشكيلها، وقدَّمت حركة حماس ملفاً كاملاً بالوثائق يمكن تحميله من موقع (المركز الفلسطيني للإعلام) للجنة التي شكلتها الجامعة العربية للتحقيق في الأحداث، وأعلنت حماس أنها مستعدة للوقوف بجميع قياداتها أمام لجنة التحقيق، ومستعدة لتحمل مسئوليتها كاملة إذا ثبت أنها أخطأت بشيء، ولكن الأنظمة العربية رفضت التحقيق وعرقلت لجنة الجامعة العربية وجَمَّدت عملها تماماً!! واتهمت حماس مباشرة ولم تحاسب السلطة على أي شيء مما ذكرنا!!!! فكيف بعد كل ذلك نتهم الحكومة الشرعية المنتخبة أنها انقلبت على نفسها، فهي السلطة، ثم هل نتهم الحكومة المصرية مثلاً عندما دخلت إمبابة أو أسيوط بالدبابات أنها انقلبت على نفسها إذا كان هناك مَن يرفض من القادة هذا الإجراء، أم أنها فعلت ذلك من أجل الحفاظ على الأمن؟!!
2- هم مَن رفضوا تجديد التهدئة بعد انتهائها في ديسمبر 2008.
* أثناء التهدئة التي استمرت لمدة 6 أشهر، اخترق الصهاينة التهدئة بأكثر من عشرات الخروقات، جَهَّزَت حركة حماس قائمة كاملة بها (ابحث عنها تجدها على الإنترنت بموقع فلسطين الآن وغيره)، وخلاله لم تخرق المقاومة لجميع الفصائل التهدئة ولو بعمل واحد! ما هو المطلوب، التهدئة المجانية، أم أن المقاومة يجب أن ترد ولو بالقليل، حتى تجعل العدو يشعر أنها موجودة وترد ولا تخاف أو تتزلزل، أم ماذا يكون الفرق بينها كمقاومة وبين منهج التسوية الذي لم يحقق شيئاً، كيف نساوي بين من يقاوم المحتل طبقاً للقانون الدولي فضلاً عن الشرائع السماوية ونطالبه أن يتوقف بينما لا نطالب المعتدي عندما خرق التهدئة ولم يحترمها، على الرغم من أنه يمتلك أكثر ترسانة مسلحة متقدمة بينما المقاومة لا تمتلك إلا القليل جداً، ولكنه بفضل الله يحقق الرعب لهم. وكما قال الأستاذ خالد مشعل: "أم أن الشعب الفلسطيني عليه إما أن يموت سريعاً بقصف النار أو يموت بطيئاً بالحصار"؟!!!
3- هم مَن بدأوا بإطلاق الصواريخ واستفزوا إسرائيل مع يقينهم بتفوقها العسكري وبالتالي ألقوا بأنفسهم وبالشعب إلى التهلكة.
* اختارت حركة حماس منذ إنشائها أن تنبع خياراتها من الإسلام، وحُكْم الإسلام إذا اعتُدِيَ على أرض إسلامية، يجب أن يقوم الجهاد، وبحسب الاستطاعة مصداقاً لقوله تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل"، ثم إن المقاومة لم تبدأ بإطلاق الصواريخ، هذا تضليل إعلامي تماماً!! بل إن الكيان هو الذي بدأ بالقصف، وأثناء التهدئة، والشعب يعلم تماماً ثمن اختياره لحركة حماس ولطالما قالوا وهم محاصرون: "الجوع ولا الركوع".
ثم بالمنطق، وإذا افترضنا أن قوة حماس متساوية مع قوة الاحتلال (وهو افتراض ظالم للمقاومة بالطبع، ولكن جَدَلاً)، معنى التهدئة أن يتوقف كل طرف عن محاربة الطرف الآخر بشروط تحددها معاهدة التهدئة، وهو ما يعني أنه إذا لم تتحقق الشروط، فإن الحالة الرئيسية القائمة من القتال ستستمر، أم أن المطلوب أن يقبل الشعب الفلسطيني بالخروقات ويقف متفرجاً، بدلاً من أن يستخدم أي وسيلة يحقق بها أي درجة من التوازن في الرعب حتى يجبر العدو على الانصياع ولو بعد حين.
ثم إن قرار عدم تمديد التهدئة، لم يكن قرار حركة حماس بمفردها، وإنما أخذته بالتشاور مع قوى المقاومة الأخرى، مثل حركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية، وإن كانت هي أكبرهم بالطبع، ولكنها كانت آخر مَن أعلن في هذه القوى موقفه من تجديد التهدئة، وذلك موثَّق بالإعلام والفضائيات.
4- هم مَن رفضوا الجلوس على مائدة الحوار القاهرية في نوفمبر وديسمبر 2008.
* لم ترفض حماس الحوار إطلاقاً، بل طالما دعت إليه منذ الحسم العسكري بل وقبله، وكل ما قالته أنها لا تريد شروطاً لبدء الحوار، حيث اشترطت السلطة موافقة الحركة على تمديد غير قانوني لعباس و القبول بإلغاء نتيجة الانتخابات أي إلغاء فوز حركة حماس، وأن تسلم الأجهزة الأمنية لمحمد دحلان!! وكل ما قالته حماس: نوافق على النقاش حول كل شيء لكن دون شروط. وقد أفرجت حماس عن جميع معتقلي فتح بغزة كبادرة حُسْن نية، ولم تتوقف أجهزة عباس عن القبض على الحمساويين بالضفة، بل وتعذيبهم!! فكيف تكون الدعوة للحوار جدية وعمليات قبض وتعذيب بل وتنسيق مع الاحتلال مستمرة؟! فطالبت حماس بالإفراج عن معتقليها بالضفة أسوة بما فعلت هي، حتى تدخل في الحوار، فرفضت فتح!!! فأعلنت مصر أن حماس ترفض الحوار!!!


5- هم مَن هدموا سور المعبر ليدخلوا بالقوة قبل فتحه في فبراير 2008.
* هذا لم يحدث من حماس، بل من خليط من الشعب، وذلك بعد طلبات عدة من الحركة لعدة أيام من السلطات المصرية بفتح المعبر، وأن الوضع سينفجر، ورفضت مصر فتح المعبر!! وبالرغم من ذلك اعتذرت حركة حماس عما حدث اعتذاراً رسمياً و أرسلت وفداً على رأسه الدكتور محمود الزهار لشُكْر مصر و الاعتذار لها.
6- هم مَن يقتلون الضباط المصريين على الحدود.
* هذا كذب إعلامي صريح، فلم يمت أي ضابط برصاص حماس، وإنما في غارة صهيونية على الشريط الحدودي، روى الدكتور عبد القادر حجازي أمين لجنة الإغاثة بنقابة أطباء مصر أحد شهود العيان لحادث مقتل الضابط المصري عند معبر رفح حقيقة استشهاد الضابط، والذي استغلته وسائل الإعلام المصرية ذريعةً للهجوم على حركة حماس، وقال د. حجازي- والذي كان موجودًا في معبر رفح أثناء حدوث ذلك "القصف الصهيوني على الشريط الحدودي بين مصر وغزة تسبَّب في انهيار جزء من السور الإسمنتي على الجانب الفلسطيني؛ مما أدى إلى اندفاع بعض الفلسطينيين إلى داخل الحدود المصرية"، وأضاف أنه نتيجة اندفاع الفلسطينيين تصدَّت قوات الأمن المصرية لهم وأطلقت عليهم الرصاص الحي؛ مما أدى إلى مقتل أحد الشباب الفلسطينيين، والذي كان والده بجواره، وعندما رأى الأب ابنه يغرق في دمائه لم يشعر بنفسه إلا وهو يصوِّب سلاحَه إلى الجنود، واستقرَّت الرصاصة في الضابط المصري. وماذا ننتظر من شَعْبٍ مُحَاصَرٍ مُحارَب ومعه سلاح ويُقذَف؟! أن يضبط نفسه تحت أي ظرف؟!
ثم لماذا الحديث عن هذا الضابط بكل هذه القوة ولم نَرَ حديثاً بربع هذه القوة عندما قُتِلَ جنديين من جنودنا برصاص الصهاينة العام الماضي؟!! ولم نقرأ كم التحريض في الصحف والفضائيات الذي نقرأه ونراه الآن على موقف واحد – إذا صحَّ – فهو غير مقصود.
7- هم مَن منعوا حجاج القطاع من الخروج و أداء فريضة الحج.
* هذا لم يحدث إطلاقاً!! وهو أيضاً كذب صريح لتشويه صورة حركة حماس، حركة حماس أقامت القرعة ككل عام ونصيب قطاع غزة معلوم (حوالي 2300 تأشيرة حج) ونصيب الضفة معلوم، فقام محمود عباس بإرسال مندوباً عنه للسعودية ليعطيه كلمة السر الالكترونية التي عن طريقها فقط يتم بداية إجرائات إعطاء التأشيرات قبل إرسالها للسفارة السعودية، وأخذ محمود عباس نصيب قطاع غزة من التأشيرات، وقام بعض من أبناء القطاع (بضع عشرات من أصل الـ 2300 تأشيرة) بإرسال أوراقهم لتأخذ تأشيرات من الضفة، على أساس أنهم من سكان الضفة، بينما هم من أبناء القطاع!!! فأرسلت السلطة جوازات سفرهم للسفارة السعودية المصرية بعد وضع علامة كلمة السر التي أعطتها السلطات السعودية لعباس، ورفضت السلطة أن تأخذ جوازات بقية أبناء القطاع (لأنها أخذت نصيبهم بالفعل لأبناء الضفة) أو أن تعطي كلمة السر لحماس، وقالت حماس أنها تريد تدخل الملك عبد الله لإبعاد الحج عن التجاذبات السياسية، وهاتفه بالفعل الأستاذ إسماعيل هنية، فقال له أبشر ولكنه لم يفعل شيئاً للأسف، ولم تأتِ تأشيرات بضع العشرات من أبناء القطاع الذين أرسلوا أوراقهم عن طريق الضفة من السفارة السعودية بمصر، وبذلك ولا أبناء القطاع الذين اقترعت عليهم حماس في القطاع أخذوا تأشيرات، ولا أولئك الذين أرسلوا أوراقهم للضفة جاءت جوازات سفرهم من السفارة السعودية المصرية!!!!
وقالت حركة حماس أن الجوازات التي بُعِثَت عن طريق الضفة لو عادت من السفارة السعودية لسمحوا للحجاج بالخروج.
وهنا نقطة ثانية، قالت السلطات المصرية أن المعبر مفتوح، بينما لم يتم ذلك على أرض الواقع، وإلا لسمحت للفضائيات بتصوير ذلك، لتحقيق مكسباً إعلامياً، وأيضاً لم يتم الاتصال مع حركة حماس للتنسيق معهم كما كان يحدث دائماً في أي فتْحٍ سابقٍ للمعبر، بحيث يبلغ الطرف المصري الطرف الحمساوي بالمواعيد التي سيتم فيها فتح المعبر، وعدد المسموح لهم بالخروج وهكذا تفاصيل. وحتى لو فُتِح كيف سيخرج الحجاج إذا كانت جوازات سفرهم جميعاً لم تأتِ من السفارة السعودية كما أوضحنا؟!!
وبالتالي فلا المعبر فُتِح، ولا التأشيرات وصلت، ومع ذلك تم إشاعة أن حركة حماس منعت الحجاج!!
8- هم مَن منعوا دخول الجرحى من معبر رفح بعد بداية القصف الحالي.
* هذا الكلام كذب إعلامي صريح أيضاً لتشويه حركة حماس، وهو غير منطقي بالمرة، فأين أهل الجرحى وهل سيسمحون بذلك أن يتم، ثم هل ظروف القصف وموقفه يسمح لأي حركة أو حكومة أو أي مسئول أن يمنع الجرحى، وهل من الممكن أن تضحي حماس بشعبيتها بحركة غبية مثل هذه، وهي التي لن تخرج من أَخْوَنْ الخائنين فضلاً من عن أن تخرج من حركة مقاومة؟!
أما حقيقة الوضع فهي أن الجرحى بالآلاف وتصنيفهم من الأخطر للأخطر يأخذ وقتاً طويلاً وخاصة مع انعدام الإمكانيات والكهرباء وقلة عدد الأطباء، بالإضافة إلى قلة سيارات الإسغاف بشكل كبير، حيث تمنع السلطات المصرية حتى الآن دخول سيارات إسعاف أو أطقم أطباء (من اليوم الخامس للعدوان والمفاوضات بين نقابة الأطباء وبين الحكومة مستمرة للموافقة وهي رافضة حتى الآن)، وبالتالي وكما صرح بذلك الدكتور باسم نعيم لقناة الجزيرة، وزير الصحة بغزة، أن السيارات مطلوب منها نقل الموتى والجرحى من الشوارع إلى المستشفيات، وليس من المستشفيات إلى المعبر فقط، وإلى جانب ذلك الحالات سابقاً كانت توقفها السلطات المصرية على المعبر لمُدَد وصلت إلى 15 ساعة لبعضها! مما يؤدي بها للوفاة، فهذه الحالات يَرْفُض أهلها أن تنتقل لمصر وتفضل أن تموت بينهم!!! وكذلك هناك الكثير من كوادر القسام عندما تُجرَح يرفض أهلهم أن ينتقلوا لمصر مهما كانت حالتهم لأنهم مطلوبون لأمن الدولة المصري، وغالباً سيُسجَنون بعد معافاتهم، كما هو واقع الآن مع القيادي القسامي أيمن نوفل الموجود بالسجون المصرية منذ حوالي 11 شهراً!!

ثالثاً: الشبهات المتعلقة بالقضية الفلسطينية والفلسطينيين:

1- الفلسطينيين هم مَن باعوا أرضهم.
* للأسف الشديد هذا تعميم لأمرٍ نادر جداً ولم يحدث بالصورة التي رسمها البعض في الأذهان، فقد باع جزء ضئيل جداً من الفلسطينيين أرضهم لليهود، هذا الجزء لا يتعدَّى الـ 20% على أقصى تقديرات الخبراء والمؤرخين المنشورة، أما باقي الـ 80% فلم يبع منهم أي أرضٍ لهم. وبالنسبة للـ 20% هؤلاء فقد اضطُّرَ معظمهم لذلك، حيث كان يُخَيَّر بين الاعتداء على عرضه وذبح أهله أمامه أو يبيع أرضه، وذلك مُسَجَّل في التاريخ بل وفي الفن (راجع فيلم "حكاية شعب" بطولة جمال سليمان).
وحتى لو فرضنا أنهم باعوا أرضهم، فهي ليست أرضهم، هي ملكاً للمسلمين جميعاً منذ أن أوقفها سيدنا عمر بن الخطاب وَقْفاً للمسلمين لاحتوائها على المسجد الأقصى.
وحتى أيضاً لو فرضنا أن الأجداد باعوا، فهناك الآن الملايين من الأحفاد رفضوا البيع، ويعيشون الآن هناك في كل أراضي فلسطين، غزة، الضفة، القدس...إلخ.
وإذا استخدمنا نفس المنطق مع مصر مثلاً، فإن القانون يسمح للأجانب في مصر بالتملك، ومن اليهود الصهاينة من يمتلك (وبعضهم تحت ستار شركات عالمية ومتعددة الجنسيات!)، فهل يقبل أحد المصريين بعد عشرات السنين أن يُقالَ له "المصريون باعوا أرضهم"؟!!
2- الفلسطينيين هم أغنى أغنياء العالم و باعوا القضية.
* أولاً نحن نتحدث عن أهل الأرض الباقين فيها، أما مَن هم بالخارج فلا نعلم عنهم إلا ما نراه، ولكن منهم مَن يرسل لفلسطين الأموال بل ويشتري فيها البيوت والأراضي! وبفرض أن هؤلاء باعوا فليس معنى ذلك أن الكل باع، وحتى لو باعوا فأوضحنا أن الأرض ليست ملكاً لهم، ولكن للمسلمين.
وبنفس المنطق لا نقبل أن يقول أحد عن أهلنا المغتربين أنهم باعوا قضية مصر ولا تهمهم في شيء.
وفي النهاية كل شعب فيه الصالح والطالح، والجيد والسيء، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يكن أحدكم إمعة يقول إن أحسن الناس أحسنت، وإن أسائوا أسأت، ولكن وطِّنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أسائوا أن تتجنبوا إسائتهم".
3- هم المخطئون، حماس و فتح تجاذبا سياسياً و ضربا في بعضهما البعض و رفضا التوافق و الحوار و حرَّض كلٍ منهما على الآخر في الإعلام، فانجر الشعب الفلسطيني في الرجلين.
* انظر النقطة الأولى بالأسفل في (ردود عامة)، ثم أن الآية الكريمة تقول: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تَفَرَّقوا"، والأمر بالتوحد لمن اعتصم بأمر الله، فالسؤال مَن التزم بحبل الله، ورغم كل المؤامرات التي أوضحناها دَعَت حماس للوحدة من أول يوم، وإعادة بناء مؤسسات الدولة كلها بالتوافق، ورفضت فتح. مَن الذي نَقَضَ (وثيقة الوفاق الوطني)، ومَن الذي نَقَضَ (اتفاق مكة)، هذا هو الذي يجب أن يُلام، فليس من المعقول أن يتم مساواة مَن تسبَّب في الفرقة بمَن دعا إلى عكسها (أي الوحدة)، وليس من العدل وَضْع كفة حركة مقاومة منذ نشأتها، في نفس كفة حركة غيَّرت ميثاقها الذي نشأت عليه، ووافقت على تسليم جزء من الأرض للاحتلال!!
ثم ماذا كان سيكون الموقف العربي لو لم يكن هناك انقسام، هل كان هناك انقسام داخلي في مذبحة جنين، هل كان هناك انقسام داخلي في مذبحة بيت حانون، وغيرهما الكثير؟؟؟ وماذا كان الموقف ساعتها؟ لا اختلاف، إذن هذه شماعة تضعها النظم العربية لتداري خلفها عجزها عن اتخاذ أي قرار قوي!!

ردود عامة و توجهات في الحوارت

- القضية ليست قضية فتح و حماس الآن، القضية قضية إخوة لنا مسلمون يُقتَلون و يُذبَحون و تتناثر أشلائهم في الشوارع، وإذا عدنا للقرآن وجدنا: "إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم"، ونجد: "فإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر"، ونجد قول رسول الله (ص): "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً، إذا اشتكى منه عضو تَدَاعَى له سائر الجسد بالحُمَّى والسهر".
- إذا كَذَبَ الساسة و كَذَبَت التقارير و كَذَبَ الإعلام، هل يكذب القرآن، هو الذي قال لنا الله فيه عن اليهود: "لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة"، وقال أيضاً: "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا"، وقال أيضاً: "وقالوا يد الله مغلولة غلت أيديهم و لعنوا بل يداه مبسوطتان"، وقال أيضاً: "أو كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون"، وغير ذلك الكثير من الآيات التي لا يتسع المجال لذكرها، أبعد كل ذلك نساوي بين اليهود وبين حماس مهما اختلفنا معهم؟
- أخي الحبيب، امشِ وراء قلبك وماذا يقول لك، وأنا واثق في قلبك، إذا كانت كل العهود والمواثيق الدولية ومعاهدات حقوق الإنسان تفرض واجبات على قوات الحرب و الاحتلال، كمعاملة الأسرى (اتفاقية جنيف) وتوفير الحاجات الأساسية للمحتلين مِن قِبَل مَن يحتلهم، فما بالك بأخوتنا الإسلامية والعربية والقومية و علاقات الجيرة بل والنسب بيننا وبين إخواننا الفلسطينيين.
- إذا كنا لا نستطيع إعلان الحرب، فلماذا نستمر في إمداد العدو بالغاز، على الرغم من أن هناك حكماً قضائياً أصدرته المحكمة الإدارية العليا في القضية التي رفعها السفير إبراهيم يسري ببطلان اتفاقية الغاز ووجوب وَقْف تصدير الغاز للكيان الصهيوني، وكان ذلك قبل القصف الأخير، ورغم ذلك استأنفت الحكومة الحُكْم في استفزاز واضح وغير مبرر لمشاعر المصريين!!! وهذه اتفاقية اقتصادية حتى لو فُسِخَت لن يكون هناك ضرر عسكري أو سياسي، كل ما هنالك من الممكن أن يكون هناك شرطاً جزائياً.
- كيف نفسر زيارة ليفني قبل أقل من 48 ساعة من بداية العدوان؟ وهل من المعقول بعد الصداقة المصرية الصهيونية أن يتم الضرب على حدود الدولة المصرية دون إعطائها فرصة للاستعداد والتأمين؟
- بماذا نفسر رفض مصر والسعودية حتى الآن إقامة قمة كل ما ستفعله الشجب والإدانة ومخاطبة المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته، حتى هذه رفضوا إقامتها حتى الآن!!!
- كيف نكذب حركة خرجت من رَحِم المقاومة و الاستشهاد حتى لو اختلفنا معها في بعض الإجرائات، ونأمل في المقابل ونصدق مَن يدعو للصلح مع مَن اغتصب الأرض وغارق في السلطة وحقق منها مكاسب وسيارات ومتورط في قضايا رشوة و تجسس لصالح كل مكاتب مخابرات العالم على دول عربية وإسلامية وفساد مالي وإداري ثابتة باعتراف حركة فتح نفسها وبالوثائق التي كشف عن بعضها الأستاذ محمد نزال عضو المكتب السياسي لحماس في حلقة بلا حدود للجزيرة قبل العدوان بيومين بينما حركة المقاومة لم يقل أحد عنها شيئاً في هذا المضمار؟!!
- كيف نَدَّعي أن حركة حماس تريد أن تحصل على مكاسب سياسية وهي لم تحقق أي مكاسب من السياسة، ليس مثل عباس والد المليونيرَيْن طارق و ياسر محمود عباس، ومحمد دحلان مالك الأملاك في دبي!! فلم يغير أحد من قادة الحركة الوزراء بيته، ولم يشترِ سيارة ولم يعقد صفقات...إلخ مثلما يفعل أي صاحب سلطة، حتى رئيس الوزراء رفض مغادرة مخيم الشاطئ الذي يسكن فيه طيلة عمره بعد توليه رئاسة الوزراء، ورفض طلباً عُرِضَ عليه بإنشاء خزان مياه خاص بمنزله، فأقاموه في غيابه، فأمر أبنائه الذكور بإخلائه وتوزيع مائه على الجيران! ورفض كذلك إقامة مولد كهرباء خاص له!!! (راجع تصريحات زوجة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي من الإنترنت لأكثر من وسيلة إعلام).
- أبعد كل ما يفعله بنا النظام المصري من فساد وتزوير و...و...نصدقه فيما يدَّعي ويقول؟؟!!
- المعركة الحالية هي معركة على الإسلام في صورة حماس، فلو أراد الكيان الصهيوني أن يدك غزة ويسويها بالأرض لفعل بقنبلة واحدة من القنابل الذكية أو باي اسلحة متقدمة بيولوجية أو كيماوية مما يملكها، ولكنه يستخدم أسلوب التدمير التدريجي ليدمر نفسية المسلمين، ويثبت لهم أن (الإسلام) إذا اخترتموه كنظام حُكْم لن يصلح وستتحول حياتكم إلى هذه الصورة.

السبت، 3 يناير 2009

لماذا أعلنت "ليفني" الحرب على الإخوان المسلمين؟!!



كشفت وزيرة الخارجية الصهيونية تسيبي ليفني عن حقائق سوداء فيما يتعلق بالحرب العدوانية المدمرة التي يشنها الكيان الصهيوني في الوقت الراهن على الفلسطينيين العزل في قطاع غزة، ولعله على وقاحة ما قالته ليفني خلال زيارتها للعاصمة الفرنسية باريس، إلا أن له جانبًا إيجابيًّا شديد الأهمية في صدد إيضاح حقائق خلفيات الأسباب الحقيقية للحملة الصهيونية على القطاع.



ليفني قالت عبارات سوداء لها دلالات عميقة، لا يمكن لها أنْ تمر مرور الكرام على المتابعين والمهتمين بالشأن العربي والإسلامي؛ حيث قالت أولاً إن الكيان الصهيوني يهدف من وراء الحرب الراهنة على غزة إلى إضعاف حركة حماس في قطاع غزة والتي- بحسب نص ما قالته- "لا تعد مشكلة "لإسرائيل" فقط بل لكل الشعب الفلسطيني والدول العربية"، وضع ألف خطٍّ تحت "الدول العربية" هذه.



ولكن الأخطر من ذلك ما أضافته ليفني في عبارتها السابقة؛ حيث قالت: "هم (حماس) مشكلة لجميع الدول العربية التي تدرك أنَّ لديها عناصر أصولية في الداخل بما في ذلك الإخوان المسلمين في أماكنٍ مختلفةٍ" من العالم العربي، وفي ترجمات أخرى لعبارة ليفني المقيتة خلال مؤتمرها الصحفي مع نظيرها الفرنسي برنار كوشنير، "عناصر متطرفة مثل الإخوان المسلمين".



ليفني أعادت إلى الأذهان الموقف الصهيوني الصريح خلال المحاكمات العسكرية التي جرت لقيادات ورموز دعوية واقتصادية في الإخوان المسلمين في مصر، والتي امتدت مهزلتها في الفترة ما بين ديسمبر 2006م، وحتى أبريل 2008م.



وقتها أبدت القيادات الصهيونية، ارتياحها إزاء المحاكمات التي كانت تجري ضد المهندس خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد العام للإخوان المسلمين، ومعه 39 آخرين من الأكاديميين ورجال الأعمال والعمل الدعوي والتربوي، ووصفت القيادات الصهيونية المحاكمات بأنها خطوة إيجابية في سبيل محاصرة "الإرهاب والتيارات المتطرفة" في الشرق الأوسط.



ولعل المتتبع لسلسلة المواقف التي أبدتها القيادات الصهيونية من حركة حماس كامتداد طبيعيٍّ للإخوان المسلمين، وفق ما تقوله المادة الثانية من ميثاق الحركة المعلن في العام 1988م، يدرك أنَّ الموضوع الحالي في غزة إنما هو لا يتعلق بحماس كحركة مقاومة فحسب، بل بتيارٍ سياسيٍّ كاملٍ، كان أول من أدرك خطورة المشروع الصهيوني على الأمن القومي العربي والإسلامي انطلاقا من فلسطين.



وكان هو أول من فهم أنَّ المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد لمواجهة الخطر الصهيوني على الأمة بأسرها، منذ عقدَيْ الثلاثينيات والأربعينيات الماضيين.



ولكن، مع ذلك أيضًا، فإنَّ تصريحات ليفني اليوم أكثر عمقًا في دلالاتها بكثيرٍ من مجرد التصريح الذي أوضح بعض من أهداف الحرب الصهيونية الحالية.



رسالة عربية

من خلال ما قالته الوزيرة الصهيونية يمكن الخروج بالعديد من الرسائل والخلفيات التي تقف وراء حرب الجبناء الجوية الدموية الحالية التي تشنها الطائرات الصهيونية الأمريكية الصنع على أهلنا في قطاع غزة.



والرسالة الأولى هي رسالة عربية مزدوجة في طبيعتها واحتمالاتها، والاحتمال الأول أنَّ كلام ليفني يكشف عن أنَّ هذه الحرب التي ارتقى فيها أكثر من 400 شهيد من بينهم 50 طفلاً و15 امرأة، ليست صهيونية خالصة، بل إنَّ هناك أطرافًا عربية تباركها، إنْ لم تتورط فيها أيضًا.



هذه الأطراف العربية، هي بعض النظم التي لديها "صداع" اسمه الإخوان المسلمون، هذا الصداع على مدار السنوات الماضية كان الطرف الأبرز الذي تصدى لإرث الفساد والديكتاتورية القائم في العديد من البلدان العربية، ولأجل ذلك تم استخدام مختلف أنواع الأسلحة ضد الإخوان المسلمين، بما في ذلك تزوير الانتخابات، ومحاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري، وإغلاق مقار جمعيات الإخوان الخيرية.



وهي صورة تكررت في مصر والأردن والمغرب والضفة الغربية، وقطاع غزة قبل الحسم العسكري الذي قامت به حماس في صيف العام الماضي 2007م، تفاديًا لاندلاع حربٍ أهليةٍ دمويةٍ فلسطينيةٍ في وقتٍ شديد الحرج بالنسبة للقضية.



الاحتمال العربي الثاني في أحاديث ليفني الفرنسية، يقول إنَّ ليفني أرادت كسب المزيد من التواطؤ العربي مع الحرب الحالية ضد غزة، وليس ضد حماس، فالقصف الصهيوني لغزة طال البشر والحجر، و75% من الضحايا مدنيون، وليسوا من حماس أو من فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة الأخرى.



فالوزيرة الصهيونية قالت بتصريحاتها تلك للنظم العربية الحاكمة، "أيها الحكام العرب.. إن معركتنا واحدة"، ولا تفسير آخر لكلام ليفني إذا ما استبعدنا الاحتمال الأول المتعلق بالتورط المباشر لبعض الأنظمة العربية في هذه الحرب.



ولكن الكثير من المراقبين قد لا يميلون إلى هذه الفرضية؛ فالنظم العربية لن تقدم المزيد لدعم موقف الكيان الصهيوني في حربه ضد المقاومة والبشر في قطاع غزة، ويكفي في هذا المجال الإشارة إلى تباطؤ العرب في عقد اجتماع وزراء الخارجية "الطارئ"، لخمسة أيامٍ كاملةٍ، ويكفي المواقف الرسمية في القاهرة والرياض وعمان، والتي بدت بالفعل وكأنها تعطي غطاءً سياسيًّا وزمنيًّا للكيان الصهيوني لمواصلة عدوانه على الفلسطينيين.



كما تكفي الإشارة إلى الموقف الرسمي المصري والفلسطيني في رام الله من أن حماس هي الطرف الذي يتحمل مسئولية ما يجري في غزة، بما في ذلك تدمير مقار حماس، وقتل عناصر حماس، وتدمير البنية التحتية لحكومة حماس؛ حيث حماس بالتَّالي- طبقًا لتصريحات المسئولين في القاهرة ورام الله- هي المسئولة عن تدمير نفسها!!



حرب إقليمية ودولية

وهو ما يطرح العديد من الاحتمالات المخيفة، التي تدعمها الكثير من الحقائق على الأرض، وهي أنَّ المعركة التي يخوضها الكيان الصهيوني في قطاع غزة حاليًا، جزءٌ منها عربيٌّ، وهنا أمامنا حقيقتان أساسيتان فيما يخص الموقف المصري مثلاً، الأولى هي الضيق المصري الرسمي بوجود حماس مسيطرة وقوية في قطاع غزة، مع امتدادتها الإخوانية، وهو ما كان واضحًا خلال جولات التفاوض على الهدنة مع الكيان الصهيوني، والتهدئة بين حماس وفتح.



الثاني هو ما تردد من أنَّ مسئولاً مصريًّا رفيع المستوى أعطى تطمينات زائفة لحركة حماس من أن الكيان الصهيوني لن يشن حملة عسكرية على قطاع غزة، وهو ما أدى إلى مباغتة العدوان لحماس وحكومتها، وضاعف من خسائر العدوان البشرية في يومه الأول؛ حيث ارتقى أكثر من 80% من شهداء العدوان، وأكثر من 50% من عدد المصابين.



كذلك ما تردد من أن القاهرة أيضًا قالت للكيان الصهيوني إنها لن تعارض "عملية محدودة" في قطاع غزة لـ"تأديب حركة حماس".



إذن من خلال ذلك ومن خلال تصريحات الوزيرة الصهيونية في فرنسا، يدرك المتابع أنَّ الحرب في غزة إنما هي ذات أبعادٍ إقليميةٍ ودوليةٍ، وجزءٌ من سياقٍ أكبر بكثير من رقعة غزة، التي لا تزيد عن 450 كيلومترًا مربعًا، بل هي حرب على تيار الممانعة الإقليمي والدولي لمشروع الهيمنة الصهيوني- الأمريكي- الغربي، ذو الهوية المسيحية اليهودية الأصولية.



هذا التيار الذي خلق حالةً شعبيةً هائلةً من المحيط إلى الخليج، وربما أبعد عند تخوم العالم الإسلامي، بات شديد الخطورة، ولا يمكن السكوت عليه.



وكما استطاع هذا التيار الذي يقوده الإخوان المسلمون مساواة الاستعمار الجديد ومخاطره، مع الفساد والديكتاتورية، ووضع معركة تحرر فلسطين وسائر الأراضي العربية والإسلامية المحتلة في بوتقةٍ واحدةٍ مع تحرُّر المواطن والوطن في أنحاء الأمة من ربقة النظم الفاسدة القمعية، قامت القوى المناهضة لمشروع المقاومة الشامل هذا- مقاومة الاحتلال الأمريكي والصهيوني في العالم العربي والإسلامي، ومقاومة الفساد والديكتاتورية والقمع- بوضع مشروع مضاد جمع ما بين جميع الأطراف التي لها مصلحة في إنهاء مشروع المقاومة هذا.



تقديرات مخابراتية

ولمزيدٍ من العمق في التحليل لتصريحات ليفني الفرنسية هذه، يجب العودة إلى تقارير المخابرات الصهيونية عن الوضع السياسي العام في مصر خلال السنوات الخمس الماضية، وبالذات بعد الفوز الكبير الذي حققه الإخوان المسلمون في الانتخابات التشريعية المصرية (نوفمبر- ديسمبر 2005م)، وما أوضحته في شأن درجة شعبية الإخوان في مصر، فحتى بعد التزوير اكتسح مرشحو الإخوان المسلمين 20% من مقاعد مجلس الشعب المصري.



وفي هذا الشأن يجب أنْ نشير إلى أنَّ تقارير المخابرات الصهيونية وتقديراتها عن مصر تصنعها ثلاث جهات، هي:



1- المخابرات العامة الصهيونية (الموساد).

2- شعبة الدول العربية في المخابرات العسكرية الصهيونية (أمان).

3- وزارة الخارجية الصهيونية.



وإذا ما أضفنا الإخوان المسلمين لجهة رصد الصهاينة للأوضاع في مصر، تُضاف جهةُ رابعة في هذا الإطار، وهي "مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب" التابع لمركز تراث الاستخبارات الصهيوني المعني بالأساس بأوضاع الحركات الإسلامية في داخل وحول الكيان الصهيوني، وعلى مستوى العالم، أو ما يُعرَف صهيونيًّا باسم "الجهادية العالمية".



وأجمعت تقارير هذه الجهات على أن الإخوان المسلمين في مصر، أحد أبرز القوى المرشحة للحكم في البلاد، إذا ما سقط النظام الحالي، وعكست تصريحات القادة الصهاينة، والعديد من التقارير ومقالات الرأي في الصحف الصهيونية مخاوف الكيان من هذا الاحتمال.



واللافت أنَّ قرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة، تمَّ اتخاذه في اجتماعاتٍ سبقت العدوان بأيامٍ لمجلس الوزراء الصهيوني الأمني المصغر، وكان أهم هذه الاجتماعات هو ذلك الذي عقد يوم الخميس 18 ديسمبر الماضي، وخُصِّص لمناقشة كيفية تصدي الكيان الصهيوني لمخاطر ما يصفونه بـ"جماعات الجهاد العالمي".



وتنامت المخاوف الأمنية الصهيونية في هذا الإطار، بعد المفاجأة الاستراتيجية التي أحدثتها هجمات مومباي التي قتل فيها 7 من حملة الجنسية الصهيونية، من دون أيِّ إنذارٍ سابقٍ من أجهزة الاستخبارات الصهيونية، بخلاف العادة في مثل هذه الحوادث.



وبطبيعة الحال يتماس هذا الملف مع السياسات الأمريكية فيما يخص ما يعرف باسم "الحرب على الإرهاب العالمي"، والتي يعتبر الكيان الصهيوني وبلدانًا عربية وإسلامية أخرى أضلاعًا أساسيةً في المشاركة فيها، فمن المعروف أنَّ كلاًّ من مصر والأردن وباكستان وسوريا والسعودية والمغرب شاركت بشكلٍ أو بآخرٍ في تقديم خدمات استخبارية رفيعة المستوى للولايات المتحدة في مرحلة ما بعد أحداث سبتمبر 2001م.



وجاء ذلك التعاون إما في صورة استضافة مؤقتة لبعض المعتقلين العرب والمسلمين خلال نقلهم من أفغانستان إلى معتقل جوانتانامو أو إلى السجون السرية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في أوروبا، أو عن طريق استجواب البعض الآخر، أو إخفاء آخرين.



ومن خلال هذه الخلفيات كلها، يمكن التأكيد أن استهداف حماس في قطاع غزة، إنما هو حدث ذو دلالاتٍ إقليميةٍ ودوليةٍ أكبر وأكثر عمقًا، ومن خلال تصريحات ليفني، يكون دربًا من دروب السذاجة السياسية دعوة الأنظمة العربية "التي تدرك أن لديها عناصر متطرفة في الداخل بما في ذلك الإخوان المسلمين".



ومن هنا وجب على القادة العرب أنْ يخلعوا قبعاتهم للوزيرة الصهيونية القبيحة، وأنْ يقولوا لها: "شكرًا.. ليفني"!!